صوِّر، صوِّر، صوِّر

المؤلف

ترسو

ربما لا زال من الصعب اليوم تصديق ظهور هذا الفيلم لفيودور خيتروك، أحد "سادة التحريك الروسي"، حتى بعد أفول عصر ’الواقعية الاشتراكية’ بعد ستالين، والذي ساهم هو شخصيا في القطيعة معه، والابتعاد أكثر عن جماليات ديزني في الوقت نفسه، بأفلام تحريك ساخرة وفلسفية ونقدية سياسيا واجتماعيا أسست لنهضة جديدة في النوع ببلاده.

فيلم اليوم، شبه الصامت، على سبيل المثال، نقد واضح وبسيط ولاذع لعملية صناعة الأفلام في ظل البيروقراطية الروسية سيئة السمعة والمؤدلجة، وهو أيضا تناول يهم المعنيين بكتابة وسرديات التاريخ على الأخص في سياق قوة عظمى في زمن الحرب الباردة، كما لا ينحصر الواقع الذي يحاكيه بسخرية في بلد منشأه. لكنه يبقى كذلك ’غمزة’ من صانع أفلام لزملائه، يخاطبهم بحميمية بشأن همهم الإبداعي وضميرهم ومكابداتهم بمزيج من التعاطف والتصوير الكاريكاتوري، منذ لحظة الإلهام ومرورا برحلة الإبداع والعمل الجماعي والمواءمات وحتى مواجهة الجمهور والنقاد.

انتقل خيتروك خلال مسيرته أيضا بين أفلام للكبار وأخرى للأطفال وأخرى لجميع الأعمار، ومن الاعتماد على القصة والشخصيات والواقع إلى التجريب والتجريد. ومن ضمن جوائزه الكثيرة، حصل على السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير من مهرجان كان لعام ١٩٧٤.

[عرض في ٢٤ نوڤمبر ٢٠١٥ بنادي سينما سيما دِكّة في ليلة بعنوان "اللحظات الأولى - خمسة أفلام قصيرة عن الأفلام" ضمن برنامج الشهر بعنوان "أفلام عن الأفلام: كيف تتناول السينما نفسها".]

تحريك