المؤتمر الإقليمي للسينما العربية المستقلة

-

قد يبدو التفكير في صناعة أفلام تسجيلية بشكل مستقل خطوة تحتاج إلى جرأة ومخاطرة، ليس لأنها غريبة أو مستحيلة، ولكن لأن السينما التسجيلية في العالم العربي لا تملك سبل التوزيع في غيابها الكامل عن أغلب قنوات ودور عرض العالم العربي لم تحظى بعد بمثل جماهيرية السينما الروائية. هناك عوامل كثيرة تسببت في غياب هذه الثقافة في أوساط متعددة، لكن على صعيد آخر هناك تجارب فارقة لأفلام حققت نجاحاً جماهيرياً وشكلت علامة مميزة في صناعة السينما التسجيلية العربية، هذا إلى جانب وجود أنشطة ثقافية لمؤسسات مستقلة تسعى إلى استقطاب شرائح جماهيرية مختلفة لخلق مساحات تقارب بين السينما التسجيلية المستقلة وبين الجمهور.

من هذا المنطلق يسعى المؤتمر الإقليمي للسينما العربية المستقلة في دورته الثانية إلى خلق مساحة عرض ونقاش تتمحور حول حال صناعة السينما التسجيلية العربية المستقلة، وتتفرع محاور المؤتمر من أفكار عامة وأفكار خاصة تناقش في حضور عدد من صناع ومنتجي الأفلام التسجيلية من الدول العربية لاستعراض تجاربهم في صناعة الأفلام.
على مدار أيام المؤتمر امتد النقاش ليشمل الوقوف على حدود السينما التسجيلية وتنوع المعالجات المختلفة للواقع من زوايا فنية مختلفة، والطرق السردية التي يوظفها الصناع في أفلامهم، ومشاركة الصعوبات التي تواجههم في مرحلة الإعداد للأفلام، وأثناء التصوير، والمرحلة الأكثر أهمية وهي ما بعد التصوير حيث المشكلات التي تعوقهم لإتمام مشاريعهم سواء غياب التمويل أو سوء التوزيع أو حتى ضعف التفاعل الجماهيري مع هذه الأفلام.
ألقى المؤتمر أيضًا الضوء على بقعة هامة لا يلتفت لها الكثيرين وهي "الجمهور" من خلال طروحات من زوايا مختلفة تتعلق بعلاقة الجمهور بالأفلام التسجيلية كمفهوم وموروث ثقافي من جهة، وكيف يستطيع الصناع والمؤسسات الثقافية استقطاب الجمهور من جهة أخرى، ومدى حاجة كل منهم إلى المزيد من الأبحاث الاستقصائية التي تقربهم أكثر من الجمهور لفهم طبيعته واحتياجاته مما يساعد في تطوير وتوطيد العلاقة معه في محاولة لتقليص فجوة كبيرة يجب التعامل معها بجدية في ظل تعدد الوسائط والمنصات الرقمية التي تضع كل يوم استراتيجيات قوية من أجل جذب اهتمام الجمهور.

إن محاولات تفكيك مفردات السينما التسجيلية تخلق إعادة تعريف لهذا النوع السينمائي وتساعدنا في إعادة اكتشاف وتشكيل علاقتنا به كصناع أفلام وكجمهور، ومن جهة أخرى فإن استعراض التجارب وخلق مساحات للنقاش تكمل الفراغات الناقصة في كل ما يتعلق بصناعة الأفلام التسجيلية على اختلاف مدارسها واتجاهاتها وخلفياتها الفنية والأيدلوجية والذاتية.

المؤتمر الإقليمي للسينما العربية المستقلة هو لقاء دوري لخلق مساحة للحوار البناء وتبادل الآراء بين صناع السينما و إتاحة فرصة للمشاركين به لتبادل الخبرات، التحديات، والحلول التي من شأنها أن تفيد صناعة السينما العربية.
تم عقد النسخة الثانية من المؤتمر يومي ٢٢ و ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨ كفاعلية موازية للجولة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، وكان موضوعها "صناعة الأفلام التسجيلية في العالم العربي."
نظم النسخة الثانية من المؤتمر: فيج ليف ستوديو و ترسو، بجانب مساهمات من شبكة الشاشات العربية البديلة - ناس و مؤسسة دوكس بوكس. وكان المؤتمر بتنظيم ودعم من المعهد الدنماركي للدراسات المصرية DEDI ومنظمة دعم الإعلام الدولية IMS، بجانب التشجيع الموقر لمهرجان الجونة للأفلام وعدد كبير من صناع السينما المستقلة بالعالم العربي.

فريق المؤتمر
مدير المؤتمر: مروان عمارة
مبرمجين مشاركين: مارك لطفي ومصطفى يوسف
منسقة المؤتمر: غادة فكري
مدير إداري: محمد أبوطيرة من المعهد الدنماركي المصري للحوار
التوثيق البصري: نور عابد
التوثيق الكتابي والتحرير: آية طنطاوي
التصميم: ندي قاسم