يوم العرض الأول لفيلم «لقطة مقربة»

المؤلف
ترسو

يوم العرض الأول لفيلم «لقطة مقربة» Il giorno della prima di Close Up | ناني موريتي Nanni Moretti | ٦ دقائق و٤٨ ثانية | إيطاليا | ١٩٩٦ | الإيطالية (بترجمة إنجليزية)

من أين نبدأ الكلام عن هذا الفيلم القصير حقا والبسيط والخفيف جدا كما يبدو؟

بعد عقدين من صنع الأفلام، افتتح ناني موريتي دار عرض للأفلام المستقلة والفنية أصبح يملكها ويديرها. في العام نفسه يصدر الفيلم الإيراني العلامة «لقطة مقربة» (عباس كياروستامي، ١٩٩٠). بعد ذلك بستة أعوام يعرض مورينتي فيلمه القصير هذا، في مهرجان كان خارج المسابقة، عن يوم افتتاح فيلم كياروستامي في سينما نوڤو ساكر، الصالة العريقة العائدة للثلاثينيات والتي اشتراها، في العاصمة روما.

على المستوى الأول هناك الشغف الحميم بالسينما، الولع والهوس بها ولكن مع الرغبة في التواصل مع المشاهدين فردا فردا ومع العاملين في السينما نفسها لنقل عدوى الاهتمام وحب هذا الفيلم بالذات وصانعه، وترجمة ذلك إلى مزيد من التذاكر. وبالتوازي، هناك تحية مبطنة للسينما الإيرانية، والتي يمكن رؤية فيلم كياروستامي نفسه كنوع من رد الاعتبار لها في لحظة مفصلية. وهي تحية من صانع لصانع ولكن أيضا من ثقافة لثقافة ومن سينما عريقة (المكان المادي وتاريخ الصناعة) لسينما أخرى ليست وليدة تماما ولكن بازغة، عالميا، بعد سنوات من التحولات السياسية.

يحدث هذا بأشكال مباشرة وغير مباشرة. الفيلمان يتأملان بطريقتيهما حال السينما وعلاقة الفرد بها في السياق الاجتماعي، ومكابدات هذا الحب، سواء عند سابزيان (بطل «لقطة مقربة» ’الحقيقي’ الذي انتحل دور محسن مخملباف) أو موريتي الذي يمثل دوره بنفسه، مرورا بمخملباف وكياروستامي ومرتادي سينما نوڤو ساكر، وتحديدا المخلصين منهم أو المكتشفين الجدد، كحال غيرهم من أصحاب وجماهير دور الفن السينمائي arthouse التي تكافح للوجود والصمود في الهامش. ولكن إذا كان «لقطة مقربة» تجربة فريدة في تهجين الوثائقي والروائي، فهل يقدم موريتي أيضا إعادة تجسيد أم أن فيلمه وثائقي صرف إن جاز التعبير؟

يروي موريتي في معرض الحديث عن تطوير علاقة بين دار العرض والجمهور - والتي لا يريد أن يلعب فيها دور المعلم، على عكس ما قد يبدو - أنه تسلم شريطا ضمن طلبات التقديم للدورة الأولى من مهرجان الأفلام القصيرة السنوي الذي تنظمه داره السينمائية في يوليو، يدعي فيه الشخصية الرئيسية أنه الأخ الأصغر لموريتي نفسه ولا يستطيع تحقيق رغبته في أن يصبح مخرجا بسبب أخيه الأكبر. "لكلٍّ سينماه" ولكلٍّ سابزيانه!

[عرض في ٢٤ نوڤمبر ٢٠١٥ بنادي سينما سيما دِكّة في ليلة بعنوان "اللحظات الأولى - خمسة أفلام قصيرة عن الأفلام" ضمن برنامج الشهر بعنوان "أفلام عن الأفلام: كيف تتناول السينما نفسها".]

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.